What is the corona effect on technology ? | تأثير جائحة كورونا على التكنلوجيا والاقتصاد العالمي


جاءت جائحة كوفيد-19 لتغيّر مسار حياتنا بشكل كبير، من كيفية عملنا وتعلّمنا وتواصلنا مع الآخرين. اضطررنا جميعًا إلى التكيف مع هذا الوضع الجديد، ولعبت التكنولوجيا دورًا بارزًا في تمكين العمل عن بُعد والتعلم عبر الإنترنت والتحول الرقمي. في هذا المقال، سنلقي نظرة على الاتجاهات والابتكارات والتحديات التي أحدثها تأثير التكنولوجيا نتيجة لجائحة كوفيد-19. من ارتفاع استخدام منصات المكالمات الفيديو إلى التطورات في مجال التكنولوجيا الصحية وأمان المعلومات، سنتناول تأثير التكنولوجيا الجوهري خلال الجائحة وسنناقش الاتجاهات المحتملة بعد الجائحة.

الدور الأساسي للتكنولوجيا خلال الجائحة:

وفقًا لاستطلاع أجرته مركز بيو للأبحاث، أكد 90% من الأمريكيين أن الإنترنت كان أمرًا ضروريًا أو مهمًا بالنسبة لهم خلال الجائحة. ظهرت أهمية التكنولوجيا بوضوح في مختلف جوانب الحياة اليومية، من مكالمات الفيديو إلى طرق جديدة لاستخدام التكنولوجيا. أصبحت منصات المكالمات الفيديو نجاة للعديدين، حيث أبلغ 81% من الأمريكيين أنهم تحدثوا مع الآخرين عبر مكالمات الفيديو منذ بداية الجائحة. بالإضافة إلى ذلك، استخدم 40% من الأمريكيين التكنولوجيا أو الإنترنت بطرق جديدة ومختلفة.

بينما ساهمت التكنولوجيا بشكل كبير في الحفاظ على اتصال الناس وزيادة إنتاجيتهم، إلا أنها لم تكن بلا تحديات. ظهرت ظاهرة "إجهاد زوم" حيث أبلغ الناس عن شعورهم بالإرهاق من قضاء وقت طويل على مكالمات الفيديو. حدثت أيضًا تغييرات في وقت الشاشة، حيث حاول ثلث البالغين تقليل استخدامهم للهواتف الذكية أو الإنترنت خلال الجائحة. علاوة على ذلك، بالنسبة لبعض الأشخاص، لم تكن التفاعلات الرقمية قادرة بشكل كامل على استبدال الاتصال الشخصي، حيث أبلغ 68% من الأمريكيين أن التفاعلات عبر الإنترنت كانت مفيدة ولكنها ليست بديلاً كاملًا.


الفجوات الرقمية واستعداد التكنولوجيا:

أبرزت جائحة كوفيد-19 الفجوات الرقمية القائمة والاختلافات في استعداد التكنولوجيا. كشف استطلاع بيو للأبحاث عن أن استخدام الإنترنت وتكلفته لا تزال قلقًا مستمرًا بالنسبة للكثير من الأمريكيين. تقريبًا نصف الذين يمتلكون اتصالًا بسرعة عالية في المنزل أبلغوا عن مشكلات في السرعة أو الموثوقية أو جودة اتصالهم. كانت تكلفة الإنترنت أيضًا قضية كبيرة، حيث أبدى ربع مستخدمي الإنترنت المنزلي وأصحاب الهواتف الذكية مخاوف بشأن دفع فواتير الإنترنت والهاتف المحمول.

أثرت هذه التحديات بشكل أكبر على الأسر ذات الدخل المنخفض والأفراد ذوي المستويات المنخفضة من التعليم. أظهر الاستطلاع أن الأشخاص ذوي الدخل المنخفض كانوا أكثر توترًا بشأن دفع فواتير الإنترنت ومواجهة مشاكل في اتصالهم بالإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، كان أصحاب المستويات الأعلى من التعليم أكثر احتمالاً لاستخدام التكنولوجيا بطرق جديدة أو مختلفة خلال الجائحة.

البالغون الأكبر سنًا، الذين اضطروا إلى تعلم مهارات تقنية جديدة خلال الجائحة، واجهوا تحديات فريدة. أبلغ نصف البالغين الذين تتجاوز أعمارهم 75 عامًا عن استعدادهم التقني الأقل، مع قليل من الثقة في قدرتهم على استخدام الأجهزة الإلكترونية بشكل مستقل. وكان هذا الاستعداد التقني الضعيف أيضًا سائدًا بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و74 عامًًا. كانت هذه الصعوبات في التكنولوجيا واضحة في وجهة نظرهم حول أهميتها، حيث كانت معدلات اعتبار الإنترنت ضرورياً أقل بالمقارنة مع الأشخاص ذوي استعداد تقني أعلى.


فجوة الواجب المنزلي والتحديات التعليمية:

مع إغلاق المدارس والانتقال إلى التعلم عبر الإنترنت، واجه الآباء والأمهات والطلاب تحديات كبيرة. أظهر الاستطلاع أن 93% من الآباء الذين يمتلكون أطفالًا في المرحلة من الروضة حتى الصف الثاني عشر أبلغوا عن وجود بعض أشكال التعليم عبر الإنترنت خلال الجائحة. في حين أبلغ 62% من الأهالي أن التعلم عبر الإنترنت كان ناجحًا، إلا أن 30% واجهوا صعوبة في مساعدة أطفالهم في استخدام التكنولوجيا أو الإنترنت للتعلم عبر الإنترنت.

كان "واجب المنزل" هو قضية ملحة، بشكل خاص بالنسبة للأطفال من الأسر ذات الدخل المنخفض. تقريبًا ثلث الأهالي الذين أغلقت مدارس أطفالهم أبلغوا عن واجهة أطفالهم لعقبات تقنية، مثل القيام بأعمال المدرسة على هواتفهم المحمولة أو نقص وصولهم إلى الحاسوب في المنزل. كانت هذه المشكلة أكثر شيوعًا بين العائلات ذات الدخل المنخفض، حيث أبلغ 46% منهم عن هذه التحديات. أدت الجائحة إلى تفاقم الفجوات القائمة في الوصول إلى التكنولوجيا وأبرزت الحاجة إلى حلول شاملة لسد فجوة واجب المنزل.


تغييرات في المواقف وحلول سياسية:

أدت جائحة كوفيد-19 إلى تغيير في مواقف الجمهور وحلول سياسية تجاه التكنولوجيا. كشف استطلاع أجرته مركز بيو للأبحاث عن أن المزيد من الأمريكيين يعتقدون الآن أن المدارس من المفترض أن توفر أجهزة لوحية أو أجهزة كمبيوتر محمولة لجميع الطلاب لتسهيل التعلم عبر الإنترنت. زادت نسبة دعم هذه الفكرة بنسبة 12 نقطة مئوية مقارنة بالعام السابق. أظهر كل من الجمهوريين والديمقراطيين دعمًا متزايدًا لهذه السياسة، مما يشير إلى التقدير المتزايد لأهمية التكنولوجيا في التعليم.

ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالوصول العام للإنترنت، بقيت آراء الجمهور مستقرة نسبياً. حوالي 37% من الأمريكيين يعتقدون أن الحكومة مسؤولة عن ضمان الوصول إلى الإنترنت بسرعة عالية للجميع خلال الجائحة. كان الديمقراطيون أكثر دعماً لهذه الفكرة، في حين أن أصحاب الدخل المنخفض داخل الحزب الجمهوري كانوا أكثر دعماً لتدخل الحكومة في توفير الوصول إلى الإنترنت.


مكالمات الفيديو والمؤتمرات: واقع جديد

أصبحت مكالمات الفيديو والمؤتمرات جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية خلال الجائحة. سهلت هذه التقنيات التفاعل الافتراضي لأغراض متنوعة، بما في ذلك الاجتماعات العملية والمشاركة في الفعاليات والتجمعات العائلية وحتى الخدمات الدينية. أظهر الاستطلاع أن نصف الأمريكيين شاركوا في مكالمات فيديو مرة واحدة على الأقل في الأسبوع منذ بداية الجائحة، واستخدم واحد من كل خمسة هذه المنصات يوميًا.

على الرغم من انتشارها الواسع، إلا أن مكالمات الفيديو لم تخلو من تحدياتها. أبلغ العديد من الأفراد عن شعورهم بالإرهاق من إمضاء وقت طويل في مكالمات الفيديو، مما أدى إلى ظاهرة تعرف بـ "إجهاد زوم". كان هذا الإرهاق شائعًا بشكل خاص بين الذين كانوا يشاركون في مكالمات فيديو بشكل متكرر، حيث أبلغ نحو 40% من المشاركين أنهم يعانون منه غالبًا أو بين الحين والآخر. ومع ذلك، يجدر بالذكر أنه حتى الأشخاص الذين كانوا يشاركون في مكالمات فيديو أسبوعيًا أبلغوا عن شعورهم بالإرهاق أحيانًا.


اتجاهات ما بعد الجائحة ومستقبل التكنولوجيا:

بينما تستعيد العالم تدريجيًا من الجائحة، من المتوقع أن تشكل العديد من الاتجاهات ما بعد الجائحة مستقبل التكنولوجيا. من المرجح أن يستمر العمل عن بُعد في أن يكون سمة بارزة، حيث أدركت العديد من الشركات فوائده ومرونته. قد يؤدي هذا التحول إلى مزيد من التطورات في حلايات العمل عن بعد، مثل منصات المؤتمرات عبر الإنترنت المحسنة وأدوات التعاون وتدابير الأمان لحماية العاملين عن بُعد والبيانات الحساسة للشركات.

كما أن التعلم عبر الإنترنت هو مجال متوقع للنمو والابتكار مستقبلاً. أبرزت الجائحة قيود النظم التعليمية التقليدية وأبرزت إمكانية التعلم عبر الإنترنت. نتيجة لذلك، قد تشهد الاستثمارات المتزايدة في التكنولوجيا التعليمية، ومنصات التعلم الشخصي، والموارد الرقمية لتعزيز نماذج التعلم عن بُعد والهجين.

أسهمت الجائحة أيضًا في تسارع التحول الرقمي في مختلف الصناعات، بدءًا من الرعاية الصحية إلى التجزئة. من المتوقع أن تستمر التطورات في التكنولوجيا الصحية، بما في ذلك خدمات الرعاية عن بُعد ورصد المرضى عن بُعد، وحلايات الرعاية الصحية بدون اتصال. بالإضافة إلى ذلك، ستبقى أمان المعلومات من أعلى الأولويات حيث تواصل المؤسسات التعامل مع التهديدات المتطورة وحماية البيانات الحساسة.


في الختام، جلبت جائحة كوفيد-19 تغييرات كبيرة في استخدام التكنولوجيا، مما قلب الطريقة التي نعمل ونتعلم ونتواصل بها. على الرغم من دور التكنولوجيا الحاسم في تمكين العمل عن بُعد والتعلم عبر الإنترنت، فإنها لم تأتي دون تحديات، خاصة فيما يتعلق بالوصول والتكلفة وتأثيرها على الصحة النفسية. ونحن واجهين التحديات التي نواجهها واستغلال التكنولوجيا لخلق مجتمع أكثر اندماجًا ومرونة. من خلال تبني الابتكار والاستثمار في البنية التحتية الرقمية وتعزيز الثقافة التكنولوجية، يمكننا الاستفادة الكاملة من التكنولوجيا لتحسين حياة الأفراد والمجتمعات.


اخر تحديث للمعلومات في هذا المقال بتاريخ 22 يناير 2023 وذلك بعد انتهاء جائحة فيروس كورونا تماماً وتعافي كل من في العالم من هذا الفيروس اللعين والحمد لله.

هناك تعليق واحد: